جلست أفكر ملياً بتلك البصمة البيضاء التي تركتها على وجنتيكِ .... وقفت حتى التعب .... حللت حتى الملل .... نظرت وشخّصت بصري حتى الخيال .... بتُّ أرى أللأشياء .... حتى المسامات .... لا تتعجبي .... لا تضحكي على عفويتي .... على جنوني !! .. لأنني أتعجب على تعرجات تلك البصمة .... أتتبع خطواتها النحلية فلا أهتدي بل أغوص و أغوص في أعماق التيه .... تلك الدهاليز قادتني نحو الجنون هل فكرتِ لمَ كلُ هذا ؟؟! ... فقط لأنكِ لي ولا أريدُ غيركِ .... أنتِ الوحيدة .... أنتِ الأولى ....

لا أريد أن أعكرَ تلك البصمة التي جَعَلتكِ تريني ابتسامتكِ .... بالرغم من الحياء .... بالرغم من سكوتك الحاد والرهيب .... أخيراً تبسَّمتِ .... آهـٍ .... لو تعلمين كم أزحتِ من الهموم من على كاهلي .... أحسستُ بالحياةِ .... يجري فيني وفي كل خلية .... لأول مرة أرشف طعم الحياة .... الآن بدأتُ أحس .... بدأت أتنفس ... الآن أُبصركِ وأبصرُ كل الأشياء !! حتى العواطف أبصرها ببصيرتي أكثر وأعنف من ذي قبل ..

والآن أجلس لأٌعيد النظر على دهاليز تلك البصمة فلا أرى سوى إبتسامتكِ وكأنها نسجٌ من الخيال وطيفٌ يجعلُني أفكر مائة مرة .... لمَ أتعبتُ بناني ؟... لمَ أجبرتُ بناني .... بل ولمَ عنصر التحدي والإصرار ؟؟..

الآن تريدين الخلاص .... تريدين الفراق تنوين الرحيل .... تحبذين الهجران !!! معذبتي نزفتُ حتى الموت !!... متُّ ثم حييت .... و متُّ ثم حييت .... ووجدتُ نفسي أنزفُ و أنزفُ حتى الهلاك .... أرى للموتِ أشكالاً وللعذابِ ألواناً قـــــاتمة مخيفة ..... كم هي مرعبة !! ...

أزيحي عن وجهكِ الوضاح غمامة الرفض .... روّحي عن روحكِ و أرحمي وحني على روحكِ وروحي ....أنا لا أصر .... ولن أتحدى .... لأننا نعلم كيف تلتقي الأرواح ... وسوف تلتقي روحكِ بروحي ... وتتبسمين وتريني مزيداً من السحر ....

وأجلس لأفكر من أجل البصمة البيضاء .... عندها لا أقف طويلاً .... ولا أحلل .... ولا أقف مشدوهاً .... لأنكِ تقولين الآن .... وأقول آن الأوان لأرسم بصمة أخرى على وجنتيكِ ....