منتدى دمعـــة ولـــه

ليس هناك أمة عُرفت بسرعة البديهة كأمة العرب مكّنهم من ذالك هذه اللغة الواسعة
وماحوته من كثير المرادفات وعظيم التركيبات ورائع الأساليب
وفضلاً عما أفاء الله على العرب من سعة في التفكير ودقة في التعبير
وكثيرة هي حكايات الغابرين التي تروى عن سرعة بديهتهم
ومن الذين عرفوا بها خالد بن صفوان بن الأهتم التميمي

وقد قيل له من يكون صديقك فقال على التو:

صديقي من يغفر زللي ويقبل عللي ويحقق أملي

حتى قيل أنه قتل رجل بلسانه

يُحكى أنه كان في مجلس أحد الأمراء وكان المجلس حافلاً
ومن بين الحاضرين رجل قُرشي من بني عبد الدار وكانت قبيلته
مختصة بسدانة الكعبة ولذلك كان الرجل مغتراً بهذه الأمور
كما كان مغتراً بنسبه مزهواً بنفسه فأراد أن يحرج خالدا في هذا الجمع
ليحرز اسماً وشهرة فسأل الرجل خالداً عن نسبه..؟

فقال له خالد: أنا خالد بن صفوان بن الأهتم التميمي

فقال الأعرابي بزهو وإزدراء: مافعلت شيئاً إن اسمك لكذب

ما أحد في الدنيا بخالد وأبوك صفوان والصفوان هو الحجر البعيد

عن الرجح وإن جدك لأهتم والصحيح خير من الأهتم..

وكان خالداً هادئاً في رده على الرجل..

فقال خالد: يا هذا قد سألتني فأجبتك ومن حقي أن أسألك..
فمن أنت...؟

وكما قلنا كان الرجل قرشي من بني عبد الدار

والنسبة لقريش شرف ولا شك

إذ شرُفت بخاتم النبيين محمداً صلى الله عليه وسلم

ولكن الرجل أنتابه الغرور وقد ظن أنه قضى على خالد

فقال الرجل: بخً بخً أنا من بني عبد الدار

قال خالد: لم تصنع بهذا النسب شيئ
فمثلك يشتم تميماً في عزّها وشرفها وقد هشمتك هاشم
وأَمَّتَك أمية وجمحت بك جُمح وخزمت أنفك مخزوم ولوت بك لؤي
وغلبتك غالب ونفتك مناف وزهرت عليك زُهرة وأقصتك قصي
وبذلك قرشتك قريش فجعلتك عبداً لدارها ومنتهى عارها
تفتح إذا دخلوا وتغلق إذا خرجوا..

فهاج الناس لهذا الجواب العجيب رغم أنه مرتجل

ويحكى أن الرجل امتزج خجلاً وغضبا واضطرب حتى سقط

فتفقدوه فوجدوه ميتاً.. وصاحت زوجته في أزقة البصرة قائلة:

إن خالدًا بن صفوان قتل زوجي بلسانه

كما يقتل الرجل الرجل بسلاحه..

حقاً... ومن الكلام ماقتل