حبيبتي...الذي كنت أعتبرها أكثر من توأم روحي
فمن بعد شهور طويلة تظهر لي الحقيقة التي يظيق منها الصدر..وتدمع لها العينان
ومن بعد تلك القصائد المستوحاة من أجمل وأرقى المنظومات الشعرية..والعبارات النثرية
والمصوغات البديعية..التي كتبتها لتعبر عن أقل ما يحمله قلبي لك...
عندها تكتشف لي الحقيقة القابعة وراء مسرحية الكذب التي تجيدي تجسيدها ببراعة وكأنك على علم ودراية كيف ستدور هذه المسرحية..
وكيف تكتشف لي عن تلك الوعود الكاذبة التي كنت أعتبرها مثلاً يضيء لي دهاليز هذه الحياة...وتنير لي من بين الأطراف الأزقة المهجورة المرمية بين جنبات اتجاهاتي وانحرافاتي أليس من الممكن أن تكون أكثر صراحة وصدقاً..
يا ليتني عرفت الحقيقة قبل أن يضيع مقتبل عمري الذي لم تغيب عن بالي فيه..فهل ينفع الندم..
لماذا لم تقل الحقيقة...فليس القول أصعب من الجواب وليس الجواب أصعب من قضاء جل عمرك مغموساً بتلك الكذبة التي يديرها ويتحكم فيها ذلك الشخص الذي وضعت ثقتك العمياء فيه..ألم تجرب ذلك الشعور وكأنك دخيل
اسألني..عن العيون الساهرة..والدموع الجارفة..والعبرات الخانقة
اسألني..من ذا الذي عندما بكيت كفكف دموعي..وبقلبه ناداني..وبمصيبتي واساني...
فبالله ذكرني فألهمني فبكى وزاد بكائي,وطال شقائي وزاد في عثراتي....
فلقد أحببتك حتى كادت روحي أن تنزع من جذوري..فكل يوم يزداد شوقي ولوعتي ..
لقد أحببتك صدقني حباً حقيقياً...
كنت أعتقد بل وأجزم أن لك قلباً يحمل بين طياته معاني تعكس روعة وجمال صاحبها..
وكيف ظهرت كملاك يحمل بين كفيه ذلك الكم الهائل من الوفاء الذي أغراني بجمال كلماته...
وأبهى عباراته وكلامه وعطفه وحتى حنانه....
وكيف كنت تحمل تلك الروح الطاهرة التي تتحرك لها أحاسيس الشعراء..
وفن الأدباء..وبلاغة الخطباء وروعة كتابات الكتباء...فهل ينفع الندم...
فمنذ الآن اسمح لي..ومن قسوة كلامي اعذرني
فظهورك في حياتي كذبة...وكل ما عرفته عنك كذبة..
وحتى اسمي على لسانك كان كذبة
ظهرت لي كتلك الرواية التي تعبر عن أشهر وأحزن قصص الخيانة..
التي كنت أنت بطلها, وكنت أنا بلا منازع ضحيتها..
وكان السبب الأول زيادة وفائي ووثوقي....والسبب الثاني بكل تأكيد سوء اختياري
وعلى أنغام سيمفونية مبهمة ليس لها معنى أو أثر في الوجود..
تنتهي المسرحية بإغلاق الستارة الداكنة...وبسماع تلك الأبواق الآتية من خلف
تلك الأبراج..وتقفل الأبواب وتكتب على جدرانها
احذر..من الممكن ان يكون أقرب و أحب خلق الله على نفسك..
كــــــــــــــــــــــــــــاذبا..؟!