منتدى دمعـــة ولـــه

منتدى دمعـــة ولـــه (https://www.dm3twlh.com/vb/index.php)
-   الخواطر وروائع الكلمات Sakes and Poem (https://www.dm3twlh.com/vb/forumdisplay.php?f=29)
-   -   خواطر حول مفهوم الصداقة (https://www.dm3twlh.com/vb/showthread.php?t=18001)

اسيرالقدر 12-27-2010 03:59 PM

خواطر حول مفهوم الصداقة
 
خواطر حول مفهوم الصداقة

يحلو كثيراً الكلام حول مفهوم الصداقة ، وتستطيب الأنفس الاستطراد بدون كلل أو ملل عن الآثار الإيجابية التي يحققها المرء بفعل الانخراط في هذا النوع من العلاقات الانسانية التي تؤكد ان الانسان مهما كان سنه أو مركزه أو وظيفته كائن اجتماعي بطبعه يتوق إلى أن تمتد بينه وبين من حوله الصلات وتتوثق العلائق التي تثري الحياة وتزيد من روافد السعادة .
أعتبر الصداقة من الأمور التي تحظى باهتمام واسع المدى بين الناس منذ قديم الزمان نظرا للمكانة الرفيعة التي شغلتها بوصفها قيمة انسانية عظيمة الأثر في حياة الفرد والجماعة والمجتمع ، وهي احدى الحاجات الضرورية التي يحتاجها الانسان خاصة في وقتنا المعاصر المتسم كثير من أهله بالقطيعة والانكفاء على الذات .


الصداقة حاجة إنسانية مهمة ، وعندما يجد الانسان من يقدر هذه العلاقة المقدسة ويعطيها حقها من التواصل والاهتمام يسعد وتزدهر حياته ويغدو العالم بالنسبة إليه مرتعاً جميلاً للأنس والفرح والسرور وفعل كل جميل .




والصداقة علاقة عظيمة تستحق أن يبذل الانسان ما يستطيع من جهد ووقت للفوز بما تعطيه من نتائج ايجابية لا تتوافر من خلالها .. إنها بالفعل علاقة رائعة تثري حياة الانسان لأنها أمر غير اعتيادي وممارستها تقتضي الانخراط في أحداث متنوعة يفعلها الطرفين باستمرار لتأجيج جذوة التلاحم وتوكيد الترابط وتفعيل التجاذب بين القلبين المتصادقين، والفكر دوماً هو المنطلق لكل نجاح ، فإذا كانت الأفكار عظيمة كان لما بعدها من أقوال وأفعال الحظوظ الأكبر للتمكن من قلب الصديق أو الرفيق أو الحبيب ، وكلما حرص الصديقين على تلاقح أفكارهم وتقاطع وجهات نظرهم كلما كانت الحظوظ وافرة لنماء علاقتهم .
والوفاء من الصفات التي لا يحلو التعايش بين البشر إلا بكونها الضمانة الأساسية التي تؤطر هذه العلاقات الانسانية وتؤكد نماءها وتفتح أمامها الفرص تلو الفرص والمناسبات تلو المناسبات للارتقاء ، وفي ظل اختفائها من واقع الصديقين يختفي أي أمل في رقي العلاقة بين الطرفين ، بل إن ذلك يكون ربما مدعاة لانهيار حتى العلاقات الأخرى ، فلا منطق يقبل به الإنسان إذا تأكد له أن مآل الجهود التي يصرفها على هذا المشروع أو ذاك هو الفشل والبوار ، ويقيناً أن الإنسان يود أحياناً لو يخسر الملايين لقاء أن لا يخسر ود صديق أو حب قريب أو حبيب، وهي حقيقة أن الوفاء في الطبع البشري يعد عملة نادرة ، وقد بات في هذا الزمان من الأمور الأكثر ندرة نظراً لما طرأ على الناس من متغيرات وما استجد في حياتهم من مؤثرات.
وكما نعلم جميعاً فالصديق الصدوق قليل هذه الأيام ، لكن من حسن الحظ أنه تم توظيف التقنيات الحديثة بشكل إيجابي حتى يتسنى للانسان الاختيار من بين ملايين الناس ، ولو فكرنا في هذه الامكانيات غير الاعتيادية التي أتيحت لنا وأحسنا توظيفها لما شعرنا بالوحدة أو الملل أو الفراغ . فالإنسان قليل بنفسه ، كثير بالخيرين الطيبين من إخوانه وأعوانه ومعارفه .
وطالما تمكن الانسان من تحجيم أنانيته واعتبار حقوق من حوله واحترامها فهو مهيأ لأن يحظى منهم بالمحبة والاحترام والتقدير ، والإنسان أي إنسان يحب أن تحظى حقوقه بالصيانة من الآخرين ، بل إنه يقبل كثيراً على من يحب له ما يحب لنفسه ، والأخيرة سمة تعامل لا يطيقها إلا الكبار من البشر الذين زكت أنفسهم وأتقنوا استخدام المفاتيح الناجحة في فتح القلوب.
إن إحسان الظن بالصديق والرفيق والآخر عموماً خلة حميدة يتصف بها الفضلاء من الناس ويتحلى بها الذين عرفوا أقدار أنفسهم وحفظوا أقدار من حولهم ، واشتغلوا بإنجاز أعمالهم وإصلاح أخطائهم بدلاً من البحث في زبالات أفكار الآخرين وحثالات أفعالهم ، وهو سياسة رشيدة ينجح متخذها في تجنب الشقاق مع الآخرين وإحداث التوافق المحبب بهم..
والتماس المعاذير للآخرين من الصفات الضرورية التي تسهم في إنجاح أي علاقة ومنها علاقة الصداقة وبدونها يحمل الانسان نفسه وغيره ما لا يطيق ، وهناك مثل عربي قاله حكيم : ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي .
والتغابي يقصد به عدم التركيز على كل شاردة وواردة يأتيها الصديق أو الحبيب أو الزميل ، وإنما يكون التركيز على الأمور الكبيرة وعظائمها أما صغائر الأمور والتوافه والحقير منها فتترك وتهمل ويمر بها الانسان وكأنه لم يلمحها ولا يلتفت اليها ولا إلى ما توحي به ولا إلى ما تدل عليه .
إن اتخاذ صديق قرار ايجابي رشيد لا سيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه القطيعة وقل بين أهله التواصل، ويحسن بالمرء انتقاء اصفيائه وأصدقائه والعناية بشكل كبير بهذا الأمر لما لذلك من آثار كبيرة ، قد تكون إيجابية أو سلبية ، فكما يقال الصاحب ساحب ، وعن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فإن القرين بالمقارن يقتدي ..
إن الصداقة في نظري كالنهر يتعاظم منسوب مياهه بقدر تكاثر الروافد والجداول والأودية التي تصب فيه ، وكلما كان المرء حفياً بصديقه في حال الحضور مفتقداً اياه في حال الغياب كان لذلك أبلغ الأثر في تعزيز هذه العلاقة الانسانية الرائعة والهامة .. وقد تعلمت ان على الانسان أن لا يكف عن اكتشاف ما يحب من قرر ربط هذه العلاقة معه ومعرفة ما يكره ، إذ من المعلوم أن الناس مختلفوا الاهتمامات والمشارب وما يصلح لهذا المرء قد لا يصلح لسواه ، فهناك من تؤثر فيه الكلمة ، ومن ينشده لمرأى الصورة ، ومن يتأثر بالفعل ، هناك من يحب الأشياء المحسوسة والملموسة ، وهناك من يهتم بالأمور المعنوية ، هناك من البشر من يميل إلى أن يكون عقلانياً وآخر يغلب عليه أنه عاطفي ، هناك من يطغى على حياته الجد ، وهناك من يدع الأمور تجري على أعنتها كما يقال ويميل إلى الهزل.
وكما نلاحظ فقد بات اتخاذ صديقاً صدوقاً والمحافظة عليه مهمة عظيمة يكتنفها الكثير من المصاعب .. لكن المأمول أن تترعرع الصداقة بين كل صديقين حتى تصبح كائناً ضخماً عصي على الاندثار .. وفي داخلي إحساس كبير بأنه ينتظر كل مخلص الكثير كي يسعد مع صديقه وصفي قلبه تحت ظلال هذه العلاقة الاجتماعية وارفة الظلال.

عزوزز 12-27-2010 09:20 PM

رد: خواطر حول مفهوم الصداقة
 
يعطيك العافية على الطرح المميز بانتطاااار جديدك

تحياتي لك

الدبلوماسي 12-28-2010 01:25 PM

رد: خواطر حول مفهوم الصداقة
 
سلمك ربي ورعاك شكرا لك اخي الكريم

لا حرمنا توتجدك الكريم



احترامي


الساعة الآن 06:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون

أرشفة : مجموعة الياسر لخدمات الويب المتكاملة