_ كنت أعلم جيداً أن هذا اليوم سيأتي . جهزت حقيبة لهذه الرحلة , لم أجمع فيها سوى بضعة كتب للقراءة و كثير من الأوراق للكتابة , و مناديل لمسح بقايا الدموع و بقايا ما سيعلق بذاكرتي من غبار !



_ تم إصدار الحكم قبل التحقيق و قبل حتى توضيح التهم . اكتفوا بشهادة الشهود لتكون دليل إدانة حقيقي .

_ أقسمت أني لن أبكي لكني لا أستطيع إلا أن أفعل . تباً كم أنا ضعيف !!!^_^

_ بما أني لا أملك أحد يحبني و يحن عليّ و يخفف عني , قررت أني من الآن سأحب نفسي و أحن على نفسي و احتضني !

_ اكتشفت أني لا أخاف من الاشتياق للأشخاص , كل اشتياقي الآن للأماكن . أنا لا أملك أشخاص أشتاق إليهم ! هذا مريح و متعب في الوقت نفسه !!! ^_^

_ أكثر ما أتعبني هو خيالي الواسع الذي جعلني أعيش في يوم واحد الشعور الذي سأشعره طول مدة اعتقال لا أعلم إلى الآن مقدارها !


_ حين حاولت الدفاع عن نفسي كاد المحقق يعنفني , لذا قررت التزام الصمت _ حفظاً لما تبقى لي من كرامة !!!^_^ _

_ المزعج في الأمر أني مضطر لمسايرة السجان , كإعلان عن حسن نوايا و حسن سلوك و بوادر طاعة . _ لا أعلم إن كنت سأستطيع فعل ذلك _

_ المعتقل ليس صغيراً جداً , لكنه معتم . أنا الآن أعيش في العتمة و هذا الشيء لا يزعجني جداً . لا بأس , أنا أحبها .

_ معي هنا قرآن , مرآة , مذياع , ساعة , كتب , أوراق و أنا

_ اكتشفت أني أجيد الرقص حزناً !!! ^_^

_ مسموح لي أن أخرج خارج غرفة الاعتقال ساعة كل يوم تقريباً . خرجت 5 دقائق ثم عدت إلى حيث توجد الأقفال . سيكون من المتعب أن أشتم رائحة الحرية ساعة واحدة و اشتاق لها الـ 23 ساعة المتبقية , لذا تنازلت عنها كليّاً !!! ^_^

_ أنا الآن لست سوا ( جثة ) تملك كل مقومات الحياة , لكنها تعيش خارجها , فاستحقت و بجدارة ذلك اللقب .

_ حين نمت أمس لم أحلم سوا بالحرية .

_ في هذه اللحظة أنا أقرأ شيئاً عن الموت .


سأفتقد هذا المكان .. كونوا بخير!!!! !!!! ^_^