صيف كام سعودي كام شات غرور كام شات غزل كام شات الوله شات حبي شات صوتي
منتدى دمعـــة ولـــه - عرض مشاركة واحدة - بنت الرياض
الموضوع: بنت الرياض
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2006, 01:21 PM   #25


الصورة الرمزية الأمير / سعود بن سعد
الأمير / سعود بن سعد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 31
 تاريخ التسجيل :  Jan 2006
 أخر زيارة : 09-29-2008 (12:59 AM)
 المشاركات : 971 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الجزء الحادي عشر.

** عادت قمرة إلى بيت أهلها في زيارة عادية . أمها التي كانت تعلم كل شيء آثرت إخفاء النبأ عن الجميع . (سحابة صيف) هكذا كانت تسمي شجار ابنتها مع راشد ووعده إياها بالطلاق ، حتى أبوها الذي كان في إجازة في المغرب آنذاك ، قررت ألا تخبره عما حدث . هو بالذات لم يهتم بأي من أفراد هذا البيت يوماً ولن يهتم . كانت أم قمرة العقل المدبر والمحرك لهذا البيت وستبقى كذلك . عندما زارتها النسوة مهنئات بالحمل كانت قمرة تردد ما لقنته إياها أمها :- - راشد يا عميري طول وقته بهالجامعة ، حتى الإجازة ما يرضى ياخذها . يوم دري إني حامل ويحلف إني أبشر أهلي وأنا وسطهم . كلها شهر وارجع له . أعرفه ما يطيق يصبر عني ! كانت أمها تقول : (كلش ولا الطرق وأنا امتس) ولو أخوك طلق حرمته بس حنا بناتنا ما يتطلقن ...). لم يمهلهما راشد التنبل طويلاً حتى تتمكن الأم من تدبير حل للمشكلة ، وكما حدث مع سديم ، أتت ورقة الطلاق إلى والد قمرة بعد وصولها للرياض بأسبوعين لتقطع على الأم سير خططها ، وكأن راشد كان بانتظار اللحظة التي يتخلص فيها من هذه الزوجة المفروضة عليه . وصلتها الورقة البعبع التي كانت تراها في الأفلام المصرية . لم تكن الورقة مفزعة لشكلها وإنما لمضمونها . عندما ناولها إياها أخوها ، قرأت قمرة السطور المكتوبة فتهاوت على أقرب مقعد وهي تصيح : (يمه طلقني!) يمه راشد طلقني خلاص طلقني ! احتضنتها والدتها وهي تبكي وتدعو على الظالم : (الله يحرق قلبك وقلب أميمتك) يا راشد مثل ما حرقت قلبي على بنيتي !. أختها حصة التي تزوجت قبلها بسنة وكانت حاملاً في شهرها الثامن في عرس قمرة كانت تدعو معهما ولكن على الرجال كافة ، فهي أيضاً تعاني منذ زواجها . زوجها خالد الذي كان في غاية الدماثة والرقة أثناء فترة الملكة ، تحول بعد الزواج إلى شخص آخر ، لا يعبأ بها ولا يلتفت لرغباتها . كانت تشكو لأمها دوماً من إهماله لها ، فهو لا يهتم إذا ما غضبت ولا يذهب بها إلى الطبيب إذا مرضت . أثناء حملها كانت تذهب مع والدتها لمتابعة تطور الحمل ، وكانت تذهب مع أختها الكبرى نفلة لشراء مستلزمات الطفلة بعد الولادة ، وأكثر ما كان يغيظها في خالد هو بخله المستفز وتقتيره غير المبرر عليها مع أنه ميسور الحال ولا يبخل بأي شيء على نفسه ، فهو مثلاً لا يعطيها مصروفاً شهرياً كما يفعل زوج أختها نفلة مع أختها ، وكذلك والدها مع والدتها ، وإنما كان يعطيها عندما تلح في الطلب حتى تشعر بالمهانة . كانت إذا ما طلبت منه ثلاثة آلاف ريال لشراء فستان ترتديه في عرس قريبتها ، تذرع بأي حجة كي لا يعطيها النقود ، ما في داعي للفستان ، عندك فساتين كثيرة ، أو أنا ما شريت لك فستان قبل ست شهور ؟ أو أنا فلوسي على قدي ، خذي من أبوك اللي كل يوم جايب لواحد من اخوانك سيارة جديدة ... ولا هم رموك علي وتبروا منك ؟! وغيرها من الأعذار المستفزة التي كانت تدفعها في أغلب الأحيان لصرف النظر عن أي مطلب تريده ، وفي تلك المرات القليلة التي يعطيها فيها نقوداً ، يعطيها خمسمائة بدلاً من الثلاثة آلاف التي طلبتها أو خمسين إن هي طلبت الخمسمائة منذ البداية حتى لا تعرض نفسها لإذلاله ، ولسبب تجهله ، كانت أمه العقربة كما تلقبها تساعده وتصفق له في تقتيره وتنكيده عليها ! عانت قمرة الكثير بعد طلاقها من راشد ، فعلى الرغم مما سمعته من سديم عن مرارة معاناتها بعد انفصالها عن وليد ، إلا أن كثيراً من المشاعر التي اجتاحت قمرة لم تختبرها سديم ، فالأخيرة لم تخنقها العبرة كل ليلة عندما يحل وقت النوم الذي صار أسوأ الأوقات من كل يوم . منذ عودتها إلى بيت أهلها وهي لا تستطيع النوم لأكثر من ثلاثة ساعات متواصلة ، تصحو بعدها في ضيق وبمزاج نكد ، وهي التي لم يكن يستعصى عليها أن تنام العشر والعشرين ساعة متواصلة قبل الزواج وحتى أثناءه . هل كان هذا هو الاستقرار العاطفي الذي كان الحديث الشاغل لرفيقاتها غير المتزوجات ؟ لم تلاحظ يوماً أهمية وجود راشد في حياتها حتى خرج منها . عندما تضطجع على جانبها الأيسر وركبتها اليسرى تكاد تلتصق بذقنها بينما ساقها اليمنى ممدودة ، فلا تجد قدمها قدم راشد إلى جانبها ، تتقلب كثيراً وتشعر بأن السرير يشتعل من تحتها ، أو أن خيوطه تتحول إلى إبر تنغرز في مسام جلدها. تبسمل وتحوقل وتقرأ المعوذتين وآية الكرسي وما تحفظه من أدعية ما قبل النوم ثم تحتضن وسادتها وتضطجع على بطنها فتغفو بعد لأي ورأسها عند زاوية الفراش اليمنى بينما قدماها عند الزاوية اليسرى . فقط عندما تضطجع بالورب على هذا النحو ، تستطيع أن تملأ جزءاً كبيراً من الفراغ الذي خلفه راشد في سريرها ، وجزءاً من ذلك الفراغ الذي خلفه في حياتها