مدخل ( 4 )
لم تكن هي المرة الأولى التي يشتكي فيها دمعي لقلبي .
ولم تكن هي المرة الأولى التي تتصيد فيها عصافير
لهفتي ملامح طيف يمر عليّ في مساءات الحنين ..
لم يكن هو الإحساس الأول الذي يغوص بجرأة
في أعماق جرحي ليتناول مبضعه مشوها روحي ..
ولم تكن دمعاتي هنا هي الأولى أو الأخيرة
التي تنحدر على كل ما قد كان ورحل ..
ولم تكن حروفي المبعثرة هنا سوى أسطرٍ
ً ترسم ذكرى
وتحكي حزنا
سكن في العروق ففاضت أدمعا ..
.!.
عفــوك أيها الحزن
لوهلة اعتقدت
أن كل ما سبق لا يعنيني
وأن هدايا الأيام بمرها وحزنها ستزول ..
وأن دمعات الألم غدا تتلاشى ..
كنت أظن انه لن يأتي يوم وأرى أحلامي
قد باتت قاعاً صفصفا ..
كنت أظن أنه لن يأتي يوم أرى فيه كل شيء
قد بات سوادا أعظما ..
.!.
لا أعلم
كم من السنين التي أحتاجها لخلع هذا الحزن الذي يلفني ..؟؟
كيف لي أن أواجه أسئلة الروح وأماكنها عنه..؟؟
كيف لي أن اعبر شواطئ الدمع ..؟؟
كيف لي أن ألغي ذاكرة تنفست الكثير والكثير جدا منه ..؟؟
وكم احتاج من الوقت لأشفى من وخزات الألم التي تركها لي ..؟؟
وكم احتاج من ذاكرة لتكون خاليه نهائياً منه ..