صيف كام سعودي كام شات غرور كام شات غزل كام شات الوله شات حبي شات صوتي
منتدى دمعـــة ولـــه - عرض مشاركة واحدة - يا أبا الصبر !
الموضوع: يا أبا الصبر !
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2010, 12:10 PM   #1


الصورة الرمزية جسار
جسار غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4168
 تاريخ التسجيل :  Apr 2008
 أخر زيارة : 08-31-2012 (10:26 AM)
 المشاركات : 3,178 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي يا أبا الصبر !



يـا أبـا الـصـــبر !
_____________

أيـهـــا الأعـــزاء : أعـضـــاء وزوار دمـعـــة ولـــه ..

يبتسم .. يستعير صفاء الينابيع من فجاج صخر .. أو يضحك .. فتنفرج الغيوم عن فسحة للضوء ، ويصير خدّاه تلّتي عشب ! وأسنانه رتلين من جذوع سوّدتها حرائق الزمن ... يمدُّ كفّه مبسوطة إليك بكأس من الشاي الأسود .. ولا يعلن خجله من الضيافة المتواضعة .. ولا من اللفافة الرديئة التي قدمها لك !

وحين يشتد ضجيج الأولاد ، يلتفت بنصف عينه ، وينبههم من جديد : يا أولاد .. عندنا ضيوف .. العبوا بعيداً .

يفرد نقاء سريرته أمامك ، فيصير النقاء ملعباً للحديث .. واسأله عن الحال ، فيقول لك : مسـتورة ! .. ثم تكتشف أن الكلمة خرجت عفو اللسان .. فما من ستار قادر على تغطية المرئي ، ولا حجاب يخفي عالماً من الجفاف مرسوماً على الجدران ، أو اليباب النائم في وسائد خشنة ميته فوق خشونة الحصير !

تحاول التخفيف عنه .. وتقول : هذا زمن رمادي ورديء ! .. فتخرج من أعماق { رئتيه } تنهيدة محتبسة ، ويرميها في فضاء الغرفة .. ولا ينسى ابتسامته ، لأن العرف عنده أن لا تبخل بابتسامة على ضيفك ، مهما كان حجم الدموع في عينيك !!

تسأله عن الأولاد ، ويجيب : أربعة في المدرسة ، وهذا الذي بدأ يتعلم الآن المشي والكلام .

ترفع حاجبيك من دهشة : لماذا أكثرت ، وأنت تدرك ضيق الغرفة واليد ؟!! ... يضحك .. يبرر : ( إنهم زينة حياة الدنيا ) .. ثم يضيف : لا يعرف المرء كيف يجيئـون ... نقول هذا آخر العنقود ، في اللحظة التي يكون القادم الجديد قد حجز له مكاناً في فضاء الغرفة الضيقة .. كـأنما ( المهد ) لا يطيق الفراغ !!

وتستدرجه إلى هموم العمل ، فيحدثك عن العمل ، وأنوال النسيج ، وامتداد الخيطان إلى معاقل الإبر ، لتخرج ألواناً ربيعية التلاوين .. ويضيف : الآلات أضحت قديمة لا تسمح بغفلة من عينيك عن المسارب ، ولا بد من يد تربط ما يتقطع باستمرار ! ... قلت لهم : هذه التروس الساحبة لا تتلائم مع وتيرة العصر لصغر حجمها .. وإن استبدلناها بمحاور أكبر ، انقادت إلى حركة منسجمة ، توفر الجهد ، وتريح العمال ، وتزيد من الانتاج .

بداية ضحكوا من الفكرة ! ... وبعضهم يضحك لأني لست أكثر براعة من الأوروبي الذي صممها ! كأن ذاك - الخواجة - من نسل الآلهة ، وأنا من نسل البعــير ! .

أضاف : ثم من يأتي من يقتنع بفكرتك ، ثم يحولها إلى فكرة زجاجية تتكسر على جدران الروتين !!

.. والدخل يا أبا الصبر ؟! ... هنا تنبض معدته نبضة واحدة .. وتنعكس في عمق عينيه على شكل لمعة قلق سريع ... يقول الحال من بعضه .. ما أنت كنت تشتكي قبل قليل ؟!

يمسح بكفه الخشنة على لحيته غير المحلوقة منذ أيام .. فيصدر عن الاحتكاك صوت ( مبرد ) يمرّ على الحديد .. ويعتذر : كنت أحلقها كل يوم .. فصرت أحلقها كل ثلاث أيّام .. هكذا أفضل .. أريح للبشرة . وأوفر للوقت ... وفي المحصّلة .. هي مستوردة !! .

وخــاطـــركـــم أيــهــــاء الأعــــزاء

جسا أإأإ ر




الموضوع الأصلي: يا أبا الصبر ! || الكاتب: جسار || المصدر:







dh Hfh hgwfv !




dh Hfh hgwfv !



 


رد مع اقتباس