إسقاط الخيال على المتخيل

أحيانا الكلمة الواحدة التي لاتتجاوز مساحة رسم حروفها ..
بؤبؤ العين .. تفيض كمد البحر على شطآنه ..
فحينما تعتني عناية فائقة باختيار لطائف العبارات والجمل ،
وترونق ألفاظها، وتوشيها بحلية البلاغة .. بما يليق من حلية
محلات بالأدب والتخلق بمكارم الأخلاق, فتبحر على زورق
الأدب تلاعب أشرعتك الرياح ، فتلاطم الأمواج وجه
زورقك .. فيطيح بك مرة على المتنبي فتوقظه وقد أرمت عظامه
بمنقول عنه اعجمت معرباته، وابيات من خوالي زمانه كسرت
أعجازها .. أو يرمي بك على قس بن ساعدة ، فتنكره لما ألبسه
الهون من غبار الزمن ، واحتذى الحفاء ، وطال به الدهر .فتذكر عنه
ماقد نسيت " ياقوم مافات مات وكل ماهو أتن آت ...
أو يأخذك الموج لتسلب من عمرو بن كلثوم أو كليب تغلب
سيفه وخنجره .. وحينما تهدأ عواصف خيالك وتواتي رياحك ، ترسوا
على شاطئ الحقيقة ..
تجد نفسك في ملاعب الاطفال مع توم وجيري



على شاطئ توم وجيري...
حينما توم يشاهد نجوم الضحى فى غيبوبة
ادخله بها مقلب موجع من جيري . فيحلم
حلم غيبوبة أنه يستحم بحوض من الحليب ، وعدوه اللدود
جيري يدعك له ظهره وأكتافه بدور شائن مهين لعائلة
الفئران كلها ..وحينما يستعيد توم وعية . يجد قدمه وقد
أشعلت النار فيها .. خيال يحاكي التخيل يختم ماذا؟

أأقول :
ياقاضي أنصفني فالظلم قد زاد عن حده
انا سجين هوي الغيد وعلى طالت المده؟

أم أقول
ودعته وبودي لو يودعني صفو الحياة وأني لا أودعه
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى وأدمعي مستهلات وأدمعه
اعتضت من وجه خلي بعد فرقته كأساً اجرع منها ما اجرعه